قالوا: إنّه لمّا فتح رسول الله (ص) حنيناً، خرج إلى الطّائف يريد جمعاً من هوازن و ثقيف و كانوا قد هربوا من معركة حنين.[2] و يذكرون في بيان ما جرى: أنّه لمّا قدم فَلُ[3] ثقيف الطّائفَ، رمُّوا حصنهم[4] و أغلقوا عليهم أبواب مدينتهم و تهيّؤا للقتال.
و قدّم رسولُ الله (ص) بين يديه خالدَ بن الوليد في ألف من أصحابه إلى الطّائف. و سار (ص) في إثْر خالد و لم يرجع إلى مكّة و لا عرّج بها[5] على شىء إلّا على غزو الطّائف، قبل أن يقسّم غنائم حنين و قد ترك السَّبْي بالجِعْرانة[6] و مُلئت عُرُشُ[7] مكّة منهم، و كان مسيره في شوّال سنة ثمان.
قال ابن إسحاق: ثمّ مضى رسول الله (ص) حتّى نزل قريباً من الطّائف، فضرب عسكره و أشرفت على حصنهم و لا مثال له في حصون العرب و أقاموا رماتهم و هم مائة رام فرموا بالسّهام و المقاليع[8] مَن بَعُدَ من حصنهم .... حتّى أصيب ناس من المسلمين بجراح و قتل منهم اثنا عشر رجلا.[9] فارتفع (ص) إلى موضع مسجده اليوم الّذي بَنَتْه ثقيف بعد إسلامها.
[1] 1. الطّائف بلد كبير، يقع على ثلاث مراحل، أو على مرحلتين من مكّة إلى جهة المشرق
[2] 2. تاريخ الخميس، ج 2، ص 110، و عمدة القاري، ج 12، ص 137