و قال الشّيخ المفيد: «و لم يبق منهم مع النّبيّ (ص) إلّا عشرة أنفس: تسعة من بني هاشم خاصّة و عاشرهم أيمن بن أمّ أيمن، فَقُتِل أيمن و ثبتت التّسعة الهاشميّون حتّى ثاب إلى رسول الله (ص) من كان انهزم، فرجعوا أوّلًا فأوّلًا حتّى تلاحقوا ....
و من ثبت معه من بني هاشم ... العبّاس بن عبدالمطّلب عن يمين رسول الله (ص)، و الفضل بن العبّاس عن يساره، و أبو سفيان بن الحارث مُمْسِكٌ بسرجه عند ثَفِرِ[1] بغلته، و أميرالمؤمنين (ع) بين يديه يضرب بالسّيف، و نوفل بن الحارث، و ربيعة بن الحارث، و عبدالله الزّبير بن عبدالمطّلب، و عتبه و مُعَتّب ابنا أبي لهب حوله، و قد ولّت الكافّة مدبرين سوى من ذكرناه».[2]
و كذلك عدّهم سائر المؤرّخين كابن قتيبة في المعارف، و الثّعلبي في الكشف، و اليعقوبي في تاريخه، و ابن شهر آشوب في المناقب، فراجع،[3] غير أنّ البحث العلمي و الموضوعي لا يسمح بالجزم بثبات أحدٍ سوى علي أميرالمؤمنين (ع) فإنّه هو الوحيد المتسالم على ثباته من بين جميع من ذكروهم، و من الرّاجح أيضاً أن يكون هناك جماعة من بني هاشم قد أحاطوا بالنّبي (ص) خوفاً من أن يناله سلاح الكفّار.[4] أمّا القتال فكان محصوراً بعلي (ع).
مقارنتان بين بدر و حنين
إنّ هناك خصوصيّات تتشارك فيها غزوتا بدر و حنين، نذكر منها: