القوم، و ما رمَينا بسهمٍ و لا طعنّا برمحٍ.[1] 2. و عن أنس أيضاً: أنّه (ص) بقي وحده، فنادى الأنصار عن يمينه تارة و عن يساره أخرى بِندائين لم يخلط بينهما، فلَبُّوه بأنّهم معه، فهزم الله المشركين و لم يُضْرب بسيف و لم يطعن برمح.[2] 3. قال ابن إسحاق: «و رجع رسول الله (ص) من جهة المشركين بعد انهزامهم إلى العسكر و أمر ان يُقْتَلَ كلّ من قدر عليه، و ثاب[3] من انهزم من المسلمين».[4] فإنّه ظاهرٌ في أنّ عودة من انهزم قد كانت بعد انقضاء الأمر.
4. قولهم: فو الله، مارجعت راجعة للمسلمين حين هزيمتهم حتّى وجدوا الأسارى مكتوفين عند رسول الله (ص)[5]. فإنّه صريح في أنّ هزيمة المشركين وقعت، و أُسِرَ مَن أُسِر منهم قبل رجعة راجعة المنهزمين، و هذا معناه: أنّ المنهزمين لم يشاركوا في القتال بعد عودتهم.
5. إنّ أحاديث: أنّه (ص) حثّ التّراب في وجوه المشركين، فهزمهم الله، تدلّ على أنّ المشركين انهزموا من دون أن يباشر المسلمون العائدون من الهزيمة أي قتال معهم.
فكلّ هذه الدّلائل و الشّواهد تدلّ على أنّه لم يُحارب أحد من المسلمين، بل الّذي قاتل هو خصوص علي (ع) و قد قتل أربعين رجلًا بيده حسب تصريحهم. و هو ما روي عن الإمام الصّادق (ع) أيضاً.[6]
[1] 1. مجمع الزوائد، ج 6، ص 183، و سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 324
[2] 2. سبل الهدى و الرشاد، ج 5، ص 325 عن ابن أبي شيبة، و أحمد، و الحاكم، و ابن مردوية