د رسول الله (ص) قوس[1] و قد أخذ بِسِيَةِ القوس،[2] فجعل رسول الله (ص) كلّما مرّ بصنم منها يشير إليه و يطعن في عينه و يقول: «جاء الحق و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً».[3] فما يشير إلى صنم إلّا سقط لوجهه و في لفظ لِقَفاه من غير أن يَمَسَّه.[4] قال الصّالحي الشّامي: عن علي (ع) قال: انطلق رسول الله (ص) حتّى أتى بي الكعبة، فقال اجلس، فجلست بجنب الكعبة، فصعد رسول الله (ص) على منكبي، فقال: انهض، فنهضت فلمّا رأى ضعفي تحته، قال: اجلس، فجلست، فقال: يا علي اصعد على منكبي، ففعلتُ ... فصعدت فوق الكعبة، و تنحّى رسول الله (ص)، فقال: ألقِ صنمهم الأكبر و كان من نحاس موَتّد بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال رسول الله (ص): عالِجْه و يقول لي: «أيه أيه» جاء الحق و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً، فلم أزل أعالجه حتّى استمكنتُ منه.[5] و في بعض المصادر: أنّه (ع) جمع الحطب و أوقد ناراً، ثمّ وضع قدمه على عضد النّبيّ (ص) و صار يأخذ الأصنام عن جدار الكعبة و يُلقيها في النّار.[6]
لماذا لم يباشر النّبيّ (ص) تحطيم الأصنام؟
ثمّ إنّ ما يدعو إلى التأمّل هنا: أنّ النّبيّ (ص) تولّى بنفسه مع أخيه علي (ع)