و قد صرّح رسول الله (ص) بالهدف الّذي كان يتوخّاه[2] من حضور أبي سفيان عَرض جنود الله و هو أمران:
1. أن يراه النّاسُ جنودَ الله لتقوى بذلك عزائمهم و يصحّ يقينهم بوعد الله تعالى لهم بالفتح و النّصر، منذ الحديبيّة.
2. ان يرى هو جنودَ الله لتذلّ نفسه الأمّارة بالسّوء، الّتي تُمنيه النّصر و تدعوه إلى محاربة الله و رسوله و عباده المؤمنين، و لِيَكْبِتَه[3] الله تعالى بذلك و يشفى به صدور قومٍ مؤمنين طالما اضطهدهم[4] و ألحق بهم أنواعاً من الأذايا و البلايا.
يوم المرحمة و عزّ قريش
بعد أن رفض النّبيّ (ص) قول سعد بن بن عبادة: اليوم يوم الملحمة، أفاد كلمته الخالدة الّتي انبعثت من قلبه الكبير، الّذي لا يحمله إنسان في هذه الدّنيا و نادى أباسفيان: اليوم يوم المرحمة، اليوم أعزّ الله قريشا. و لا شكّ في أنّ الرّحمة الإلهيّة قد شملت أهل مكّة بهذا الفتح الّذي فرض عليهم الإسلام و أدّى إلى هيمنة أحكامه و شرايعه الّتي هي محض الحقّ و العدل و بها يكون لهم بلوغ درجات
[1] 1. مجمع البيان، ج 10، ص 557، و البحار، ج 21، ص 105 و 130 عن إعلام الورى و المناقب