responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 293

قال ابن هشام: «و حدّثني مَن أثق به من أهل العلم: أنّ جعفر بن أبي طالب أخذ اللّواء بيمينه فَقُطّعت، فأخذه بشماله فَقُطّعت، فاحتضنه بعَضُدَيْه حتّى قتل «رحمه الله تعالى» و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنّة يطير بهما حيث شاء ...».[1] عن أبي جعفر (ع): «أصيب يومئذ جعفر، و به خمسون جراحاً، خمس و عشرون منها في وجهه».[2] فلمّا قتل جعفر، أخذ الرّاية عبدالله بن رواحة، ثم تقدّم بها و هو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه و يتردّد بعض التّردّد، ثمّ قال:

أقسمت يا نفس لَتَنْزِلَنَّه طائعة أو لتكرهنّه‌

إن أجلب النّاس و شدّوا الرَّنَّة مالي أراك تَكْرهين الجنّة[3]

قد طال ما قد كنتِ مطمئنّة هل أنتِ إلّا نطفةٌ في شَنَّةٍ[4]

ثم تقدّم فقاتل حتّى قتل، و وقع اللّواء من يده، فاختلط المسلمون و المشركون و انهزم بعض النّاس، فجعل قطبة بن عامر يصيح: يا قوم، يقتل الرّجل مقبلا أحسن من أن يقتل مدبراً، فبادر خالد بن الوليد، فأخذ الرّاية و انهزم بها و تبعه سائر النّاس، ولكن هناك من سعى لتزوير الحقيقة و إيهام النّاس بعكسها، فادّعوا: أنّ الّذي حصل على يد خالد هو أحد الأمرين: إمّا مجرّد الإنحياز و المحاشاة، ثم الإنصراف؛ و إمّا النّصر و الفتح.

فقد ذكر ابن إسحاق: أنّه لم يكن إلّا المحاشاة و التّخلّص من أيدي الرّوم الّذين‌


[1] 1. السيرة النبويّة، ج 4، ص 20

[2] 2. البحار، ج 21، ص 56 عن إعلام الورى، ص 110 و 111

[3] 3. أجلب القوم: صاحوا و اجتمعوا، والرّنة: صوت فيه ترجيع شبه البكاء

[4] 4. النّطفة: الماء القليل الصّافي. و الشّنه: السّقّاء البالي، أي: فيوشك أن تهراق النّطفة أو ينخرق السقّاء. ضرب ذلك مثلًا لنفسه في جسده.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست