responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 236

فلمّا بلغ النّبيّ (ص) ذلك أرسل إليهم مَن يثبت له الأمر. فرجعوا إليه و أخبروه بأنّ ما بلغه صحيح؛ فاشتدّ الأمر على المسلمين، و ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، و عظم البلاء، و نَجَم النّفاق‌[1] و كثر الخوض، و بلغت القلوب الحناجر.

و قال المنافقون و الّذين في قلوبهم مرض: «ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً»[2] و كان أميرالمؤمنين (ع) على العسكر كلّه باللّيل يحرسهم؛ فإن تحرّك أحدٌ من قريش نابذهم. و كان النّبيّ (ص) يحرس بنفسه بعض مواضع الخندق.

و لم يكن بين المسلمين و المشركين قتال إلّا الرّمي بالنّبل و الحصا. و كان المشركون يتناوبون على الخندق، فلا يمكنهم عبوره و المسلمون يمنعونهم بالنّبل و الحجارة.

و قد انتدب فوارس من المشركين فأتوا مكاناً ضيّقاً من الخندق و أكرهوا خيلهم على عبوره، فعبره عِكْرَمة بن أبي جهل، و عمرو بن عبدِوَدّ، و ضرار بن الخطّاب الفهري، و هيبرة بن أبي وهب، و حسل بن عمرو بن عبدودّ، و نوفل بن عبدالله المخزومي.

فخرج أميرالمؤمنين (ع) في نفر من المسلمين، حتّى أخذوا عليهم الثّغرة الّتي اقتحموها، و طلب عمرو بن عبدوَدّ البراز فلم يبرز إليه أحد من المسلمين، و خافوا منه خوفاً شديداً، لما يعرفون من شجاعته و كان يعدّ بألف فارس. و طلب علي (ع) من النّبيّ (ص) أن يأذن له بمبارزته، فلم يأذن له.

فكرّر النّداء، و أنشد الشّعر، و عيّر المسلمين المحجمين عنه، فطلب علي (ع) الإذنَ مرّة أخرى، فلم يأذن له الرّسول (ص).

فلمّا كان في المرّة الثّالثة، و لم يبادر إلى ذلك سوى علي (ع) أذن له النّبيّ (ص) و عمّمه و دعا له و قال: «برز الإيمان كلّه إلى الشّرك كلّه». فبارز


[1] 1. نجم النّفاق: ظهر

[2]. الأحزاب: 12.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست