غزوة الأحزاب (الخندق) هي الغزوة الّتي سميّت سورة قرآنيّة باسمها بسبب أهميّتها و حيث إنّه لا يسعنا المجال عن الحديث التّفصيلي عن هذه الغزوة، نكتفي بذكر نصّ موجز لها، ثمّ نذكر بعض المباحث و الوقايع المرتبطة بهذه الغزوة تفصيلا؛ فنقول:
إنّه في السّنة الرّابعة كما هو الأقوى أو في الخامسة سار عدد من اليهود إلى مكّة و استنفروا أهلها لقتال النّبيّ (ص)، و استئصال المسلمين، و اتّصلوا بقبائل غطفان و قبائل عربيّة أخرى و حرّضوهم على حرب محمّد (ص) و وعدوهم بالأموال: فساروا و هم ألوف كثيرة إلى المدينة لإنجاز هذا المهمّ.
فبلغ النّبيّ (ص) خبرهم؛ فحفر خندقاً حول المدينة من الجهة المكشوفة منها، و جعل للخندق أبواباً، و جعل على الأبواب حرساً.
و قد شارك النّبيّ (ص) بنفسه في حفر الخندق، و ظهرت له حينئذٍ كرامات و معجزات. و قد عسكر (ص) إلى جنب جبل سلع، و جعل الخندق بينه و بين الأحزاب. و جعل النّساء و الصّبيان في بعض حصون المدينة، و استخلف على المدينة «ابن أمّ مكتوم» و كان لواء النّبيّ (ص) مع علي (ع).
و لمّا وافى الأحزاب، فوجئوا بالخندق، و نزلوا في الجهة الأخرى منه، و حاصروا المسلمين؛ و ذهب «حيي بن أخطب» اليهودي إلى بني قريظة، و لم يزل بهم حتّى نقضوا العهد مع المسلمين.