طلحة بن أبي طلحة.[1] و يظهر من بعض الرّوايات الفرق بين اللّواء و الرايَة، و قد قالوا: إنّ الرّاية كانت في يد قصى، ثمّ انتقلت في ولده حتّى انتهت إلى النّبيّ (ص) فأعطاها رسولُ الله (ص) لعليّ في غزاة وَدّان، ثمّ لم تزل مع عليٌّ في المشاهد، في بدر و أحد؛ و كان اللّواء يومئذٍ في بني عبد الدّار، فأعطاه رسولُ الله (ص) لمُصعب بن عُمير، فاستشهد، و وقع اللّواء من يده فتشوّقته القبائل، فأخذه رسول الله (ص) فدفعه إلى علي، فجمع له يومئذٍ الرّاية و اللّواء فهما إلى اليوم في بني هاشم.[2] و يظهر أنّ هذا هو مراد القوشجي من كلامه الآنف.
و نقول: إنّ هذه الرّوايات تنافي ما نقل عن ابن عباس،[3] و جابر و قتادة[4] من أنّه (ع) كان صاحب لوائه (ص) في كلّ زحفٍ، و قد دلّت هذه الرّوايات على أنّ عليّاً (ع) هو صاحب لواء رسول الله (ص) و هو أيضا صاحب راية رسول الله لو كان ثَمّة فرق بينهما.
و نحن نشكّ في ذلك، لأنّ بعض أهل اللّغة ينصّون على عدم الفرق؛[5] فإنّ كلّاً منهما عبارة عمّا يجعله القائد من الأقمشة في طرف رمح، أو نحوه، و نجد وصف اللّواء بالأعظم تارة،[6] و وصف الرّاية بالعظمى أيضاً.[7]