responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 178

ساق‌[1] إلى عهدٍ قريب.

و قد أراد الإسلام أن يَنْصَهِر[2] الجميع في بوتقة[3] الإسلام ليصبحوا كالجسد الواحد في توادّهم و في تراحمهم و تعاونهم، و أن تتوحّد جهودهم و أهدافهم و حركتهم و مواقفهم؛ الأمر الّذي يؤكّد الحاجة إلى إعداد و تربية نفسيّة و خُلقيّة و فكريّة لكلّ هذه الفئات، لتستطيع أن تتعايش مع بعضها البعض، و لتكون في مستوى المسؤوليّة الّتي يؤهلّها لها في عمليّة بناء للمجتمع الّذي له ربّ واحد و هدف و مصير واحد.

و ليصبح هذا المجتمع قادراً على تحمّل مسؤوليّة حماية الرّسالة و الدّفاع عنها، حينما يفرض عليه أن يواجه تحدّي اليهود في المدينة، و العرب و المشركين، بل و العالم بأسره، لابدّ أن تنصهر كلّ الطّاقات و القدرات الفكريّة و الماديّة لهذا المجتمع في سبيل خدمة الهدف: الرّسالة فقط.

و المسجد هو الّذي يمكن فيه تحقيق كلّ ذلك؛ إذ لم يكن مجرّد محلّ للعبادة فقط و لا غير؛ بل كان هو الوسيلة الفضلى للتّثقيف الفكري، إن لم نقل: إنّه لا يزال حتّى الآن أفضل وسيلة لوحدة الثّقافة و الفكر و الرّأي، حينما يفترض فيها أن تكون من مصدر واحد، و تخدم هدفاً واحداً في جميع مراحل الحياة، مع الشّعور بالقدسيّة و الارتباط بالله تعالى.

و هو من الجهة الأخرى وسيلة لشيوع الصّداقات‌[4] و بثّ روح المحبّة و المودّة بين المسلمين؛ فإنّه حينما يلتقي المسلمون ببعضهم البعض عِدّة مرّات يوميّاً في جوّ من الشّعور عملًا بالمساواة و العدل، و حينما تتساقط كلّ فوارق الجاه و المال و غيرها و يبتعد شبح الأنانيّة و الغرور عن أفق هذا الإنسان، فانّه لابدّ أن‌


[1] 1. قامت الحرب على ساقٍ: اشتدّت و تعاظمت

[2] 2. انصهر الشّى‌ء: ذاب

[3] 3. البوتقة: الوعاء الّذي يذيب الصائغ فيه المعدن، فارسيّة يقال« بوته»

[4] 4. جمع الصداقه: و هي المحبّة بالصدق.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست