النّبيّ (ص)، فوقفت هناك، و بركت، و وضعت جِرانها[1] على الأرض، و ذلك بالقرب من باب أبي أيّوب الأنصاري، أفقر رجل بالمدينة.[2] فأدخل أبو أيّوب أو أمّه الرّحلَ إلى منزلهم، و نزل (ص) عنده و علي (ع) معه، لا يفارقه، حتّى بنى مسجده و منازله.[3]
فقيل: مكث عند أبي أيّوب سنة تقريباً، و قيل سبعة أشهر.[4] أمّا سائر المهاجرين، فقد تنافس فيهم الأنصار، حتّى اقترعوا فيهم بالسُّهمان،[5] فما نزل أحد من المهاجرين إلى أحد من الأنصار إلّا بقرعة بينهم.[6]
القيام بأعمال تأسيسيّة
فور وصوله (ص) إلى المدينة باشر بالقيام بأعمال تأسيسّية ترتبط بمستقبل الدّعوة الإسلاميه و هي كثيرة متنوّعة، و لكنّنا نكتفي هنا بالإشارة إلى مايلي:
1. بناء المسجد
و اشترى النّبيّ (ص) أو وهب له موضع المسجد، الّذي يقال: إنّه كان مربداً[7] ليتيمين من الخزرج، بعشرة دنانير على ما قيل-.
فأسّس المسجد في ذلك الموضع، و نقلوا إليه الحجارة من منطقة الحَرَّة، و
[1] 1. الجِران من البعير مُقدّم عنقه من مذبحه إلى منحره
[2] 2. البحار، ج 19، ص 121، و راجع،: مناقب ابن شهر آشوب، ج 1، ص 185
[3] 3. روضة الكافي، ص 339 و 340 و البحار، ج 19، ص 116 عنه
[4] 4. راجع: البدء و التاريخ، ج 4، ص 178، و فاء الوفاء، ج 1، ص 265 و السيرة الحلبية، ج 2، ص 64