بعد خمسة عشر يوماً[1] من إقامته (ص) في قُباء تحرّك إلى داخل المدينة، و قد اختلف المؤرّخون في التّاريخ الدّقيق لخروجه (ص) من مكّة و دخوله قباء ثمّ المدينة اختلافاً كثيراً، مع اتّفاقهم على أنّه قد دخلها في أوائل ربيع الاول.[2] و قد حقّق العلّامة المجلسي: أنّ هجرته كانت في يوم الإثنين أوّل ربيع الأوّل، و وروده المدينة في يوم الجمعة الثّاني عشر منه، كما ذهب إليه المفيد، و ادّعى البعض الإجماع عليه.[3] و في يوم الجمعة ركب راحلته و توجّه إلى المدينة و صلّى الجمعة و هو في طريقه إلى المدينة.[4] و لا يمرّ ببطن من بطون الأنصار إلّا قاموا إليه يسئلونه أن ينزل عليهم، فيقول: خلّوا سبيل النّاقة فإنّها مأمورة.
فانطلقت به و رسول الله (ص) واضع لها زمامها حتّى انتهت إلى موضع مسجد
[1] 1. البحار، ج 19، ص 106 عن إعلام الورى، و السيرة الحلبية، ج 2، ص 55 عن البخاري، و عن مسلم: أنّه أقام 14 يوماً، و قيل غير ذلك
[2] 2. راجع: البحار، ج 58، ص 366، و المواهب اللّدنيّة، ج 1، ص 67، و تاريخ الخميس، ج 1، ص 337