جزوروفرثه، و هو قائم يصلّي، فيلقيه بين كتفيه، فيغضب أبوطالب، و يأتي فيمرّ السَّلي على سبالهم[1] جميعاً و قد ألقى الله الرّعب في قلوبهم.[2]
و كانوا أيضاً يلقون عليه التّراب[3]، و رَحِمَ الشّاةِ،[4] و غير ذلك و قد أثّر ذلك إلى حدّ ما في صرف النّاس، و إبعادهم عن الدّخول في الإسلام، حتّى ليقول «عروة بن زبير» و غيره: «وكرهوا ما قال لهم، و أغروا به مَن أطاعَهم؛ فانصفق عنه[5] عامّة النّاس.».[6]
المعذّبون في مكّة
كما أنّهم قد تذامروا[7] بينهم على من في القبائل منهم، من أصحاب رسول الله (ص) الّذين أسلموا معه؛ فو ثبت كلّ قبيلة على من فيهم من المسلمين يعذّبونهم، و يفتنونهم عن دينهم، و يعذّبونهم بالحبس و الضّرب و الجوع و برمضاء مكّة و بغير ذلك من الأساليب الوحشيّة و اللّا انسانيّة.
فعذّب عمرُ بن الخطّاب الّذي أسلم قبيل الهجرة جاريةَ بني مؤمّل (حي من بني عدي) و كانت مسلمة، فكان يضربها، حتّى إذا ملّ،[8] قال: إنّي أعتذر إليك،
[1] 1. السّبال جمع سَبَلة، و السَّبَلة محركة، الدائرة في وسط الشّفة العليا و قيل: ما على الشّارب من الشَّعر و قيل مجتمع الشّاربين