responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 107

إنّي لم أترككِ إلّا ملالة.[1] و عذّب المشركون أيضا خَبّاب بن الأرَتّ، و أمّ شريك، و مصعب بن عمير، و بلال الحبشي و عامر بن فهيرة و كذلك آل ياسر، أشدَّ العذاب، بحيث استشهدت سميّةُ أمّ عمّار علي يد فرعون قريش أبي جهل لعنه الله، فكانت أوّل شهيدة في الإسلام،[2] ثم استشهد ياسر (رحمه الله). و عُذّب عمّار أيضا عذاباً شديداً من قِبَل بني مخزوم، حتّى أُكره على التّفوُّه بما يعجب المشركون، فتركوه، فأتى النّبيّ (ص) باكياً و قال له: لم أترك يا رسول الله، و قد أكرهوني حتّى نلت منك و ذكرتُ آلهتم بخير. فقال له النّبيّ (ص): كيف تجد قلبك يا عمّار؟ قال: إنّه مطمئنّ بالإيمان يا رسول الله. قال: لا عليك فإن عادوا إليك فعُد لما يريدون؛ فقد أنزل الله فيك: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ»[3]

و قد ضرب هؤلاء لنا المثل الأعلى في الصّمود و الجهاد من أجل المبدأ و العقيدة مع معرفتهم بأنّهم لا يملكون قوّة تستطيع أن تردّ عنهم، غير إرادة الله تعالى، و أنّهم إنّما يتّحدون بإسلامهم العالم كلّه، الّذي كان بكلّ ما فيه ضدّهم.

و هنا تَكمُن عظمتهم،[4] و هذا هو سرّ امتيازهم على غيرهم.


[1] 1. سيرة ابن هشام، ج 1، ص 341، و السيرة الحلبيّة، ج 1، ص 300، و راجع: السيرة النبويّة لابن كثير، ج 1، ص 493، و المحبر، ص 184. و لعلّ بني مؤمّل قد سمحوا لعمر بن الخطاب أن يتولّي تعذيب جاريتها و إلّا فإنّ وضعه الاجتماعي لم يكن يسمح له بأمرٍ من هذا القبيل

[2] 2. الاستيعاب( هامش الاصابة)، ج 4، ص 331 و 330 و 333، و الاصابة، ج 4، ص 335 و 334، و السيرة النبوية لابن كثير، ج 1، ص 495 و أسد الغابة، ج 5، ص 481، و تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 28

[3]. النحل: 106

[4] 4. كمن الرّجل: توارى و استخفى.

نام کتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست