و لعل هذا يفهم من السرخسي، الذي قال عن الروافض: «أنهم يقولون:
قد نزلت آيات كثيرة، فيها تنصيص على امامة علي، و لم يبلغنا ذلك»[1].
نعم لا تعني ذلك، إذ أن صحة هذه الروايات لا يعني بالضرورة: أن يكون القرآن قد حرّف، و حذفت منه .. و ذلك لأنها تكون إضافات تفسيرية، قد جاءت على سبيل التفسير المزجي، من قبل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، او الامام عليه السلام، أو للتأكيد على أنها من التفسير الذي نزل به جبرئيل من عند اللّه سبحانه على النبيّ الاكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
فهي إذن ليست جزءا من القرآن، بل هي من قبيل الحديث القدسي، الذي هو كلام اللّه سبحانه، نزل به جبرئيل عليه السّلام على النبيّ (ص)، مع كونه ليس بقرآن ..
و قد اشرنا في هذا الكتاب إلى أن التنزيل قد يكون قرآنا، و قد يكون تفسيرا للقرآن، و قد يكون حديثا قدسيا .. و مما يدل على ذلك: تعبيره (ع) بكلمة: (يعني)، ثم سأله: إن كان هذا من التنزيل؛ فيقول: نعم، كما في رواية أبي الحسن الماضي (ع).
و عدا عن ذلك فاننا نستطيع أن نستدل لعدم ورود اسم علي عليه السّلام في القرآن، بعنوان كونه قرآنا، بعدة امور، نذكر منها:
1- إننا نجد: الائمة عليهم السّلام، و كذلك النبيّ (ص)، يقرؤون نفس تلك الآيات، و يستشهدون بها، و يفسرونها، و و إلخ .. من دون ذكر تلك الاضافات .. فراجع على سبيل المثال آية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ .. و غيرها من الآيات[2]، التي ذكرت سابقا، و غيرها ..