و الاتقان، و الاجادة، و لا إلى التوسط؛ لمكان العرب من البداوة، و التوحش، و بعدهم عن الصنائع.
و انظر ما وقع- لاجل ذلك- في رسمهم المصحف، حيث رسمه الصحابة، بخطوطهم، و كانت غير مستحكمة في الاجادة، فخالف الكثير من رسومهم، ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند اهلها ..»[1].
و قال ابن الخطيب: «.. لما كان أهل العصر الاول قاصرين في فن الكتابة، عاجزين في الاملاء؛ لاميتهم، و بداوتهم، و بعدهم عن العلوم و الفنون، كانت كتابتهم للمصحف سقيمة الوضع، غير محكمة الصنع؛ فجاءت الكتبة الاولى مزيجا من أخطاء فاحشة، و مناقضات متباينة في الهجاء و الرسم ..»[2].
و ستأتي اشارة الامام الباقر عليه الصلاة و السلام، إلى حروف أخطأت بها الكتبة، و توهمتها الرجال ..
و قال الابياري:
«قال ابن قتيبة، و هو يناقش بعض القراءات:
«و ليست تخلو هذه الحروف، من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب، أو أن تكون غلطا من الكاتب ..
فان كانت على مذهب النحويين؛ فليس هاهنا لحن بحمد اللّه.
و ان كانت خطأ في الكتابة، فليس على اللّه، و لا على رسوله (ص)، جناية الكاتب في الخط.
و لو كان هذا عيبا يرجع على القرآن؛ لرجع عليه كل خطأ وقع في كتابة
[1] مقدمة ابن خلدون ص 419. و راجع: القرآن تأليف بلاشير ص 31 و 33 و 94 و 95 و 107.
[2] التمهيد في علوم القرآن ج 1 ص 230 عن: الفرقان: لابن الخطيب ص 57.