فقد كتب في الامام: «ان هذن لساحران»[1] بحذف الف التثنية.
و كذلك الف التثنية تحذف في هجاء هذا المصحف في كل مكان ..
و كتب كتاب المصحف: الصلوة، و الزكوة، و الحيوة، بالواو، و اتبعناهم في هذه الحروف خاصة على التيمن بهم»[2].
ثم اضاف الابياري: «فنحن إذن، بين رسم لكتّاب، كان ما رسموا آخر الجهد عندهم. و لقد حفظ اللّه كتابه بالحفظة القارئين، اكثر مما حفظه بالكتاب الكاتبين. ثم كانت إلى جانب الحفظ حجة أخرى على الرسم، و هي لغة العرب، أقامت الرسم لتدعيم الحفظ، و لم تقم الحفظ لتدعيم الرسم إلخ ..»[3]. انتهى.
بل ان عثمان نفسه، الذي قام بمشروع توحيد المصاحف، قد اعترف بذلك أيضا؛ فقد روي: أنه لما كتبت المصاحف، و عرضت عليه، وجد فيها حروفا من اللحن، و لكنه لم يوافق على تغييرها، و قال: «إن في المصحف لحنا»، فلما طلب إليه تغييره، قال: دعوه، أو قال:
«.. لا تغيروها؛ فان العرب ستغيرها، أو قال: ستعربها بالسنتها. لو كان الكاتب من ثقيف، و المملي من هذيل، لم توجد فيه هذه الحروف».
و في نص آخر أنه قال: دعوه؛ لا يحلل حراما، و لا يحرم حلالا[4].
[4] راجع: الطرائف ص 490/ 491 و التفسير الكبير ج 22 ص 74 و ج 11 ص 106 عن عثمان و عائشة. و الاتقان ج 1 ص 183 و 184 عن ابن الانباري، و ابن أشته في المصاحف و كنز العمال ج 2 ص 372 عن ابن ابي داود، و ابن الانباري، و ذكر أربع روايات. و مناهل العرفان ج 1 ص 379 و تاريخ القرآن للابياري ص 118 و دلائل الصدق ج 3 قسم 1 ص 96 عن تفسير الثعلبي، و التمهيد في علوم القرآن- ج 1 ص 316 عن المصاحف ص 32/ 33. و محاضرات الادباء، المجلد الثاني الجزء الرابع ص 434 و عن معالم التنزيل.
و راجع أيضا: غرائب القرآن، بهامش الطبري ج 6 ص 23 عن عثمان و عائشة و لباب التأويل ج 1 ص 422.