و نسب القرطبي إلى الصحابة[2]: انهم كانوا يعلمون انتهاء السورة، و ابتداء غيرها، بنزول بسم اللّه الرحمن الرحيم.
فيكون نزول السورة مستمرا إلى أن تنزل البسملة:
و بذلك يعلم عدم صحة رواية الشعبي، التي تقول: إنه صلّى اللّه عليه و آله كان يكتب أولا: باسمك اللهم- كأهل الجاهلية-، فلما نزل بسم اللّه مجراها و مرساها، كتب: بسم اللّه. ثم نزل: أدعوا اللّه، أو ادعوا الرحمان؛ فكتب: بسم اللّه الرحمان، فلما نزل:
انه من سليمان، و انه: بسم اللّه الرحمان الرحيم، فكتبها[3].
أضف إلى ذلك كله .. أننا لا نتعقل: أن يبدأ نزول سورة، فتنزل منها آيات، ثم يتوقف عنها، فتنزل عشرات السور غيرها، ثم يعود بعد سنوات إلى السورة الاولى، فيكملها!!
كما أننا لا نتعقل: أن تنزل آية، أو آيات اليوم، فيتركها الرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، على حدة، إلى أن تمضي سنوات، و تنزل سور كثيرة، ثم
[1] تفسير العياشي ج 1 ص 19 و عنه في التمهيد في علوم القرآن ج 1 ص 212 و بحوث في تاريخ القرآن و علومه ص 56 و مصباح الفقيه( كتاب الصلاة) ص 276.
[3] التفسير الكبير ج 1 ص 200 و الجامع لاحكام القرآن ج 1 ص 92 و احكام القرآن للجصاص ج 1 ص 8. و راجع: السيرة الحلبية ج 3 ص 20 و ج 1 ص 249 و الوزراء و الكتاب ص 14 و التنبيه و الاشراف ص 225 و عمدة القاري ج 5 ص 291 و العقد الفريد ج 4 ص 158، و طبقات ابن سعد ج 1 قسم 2 ص و بحوث في تاريخ القرآن و علومه ص 53 و اكذوبة تحريف القرآن ص 35 عن بعض من تقدم، و عن: كنز العمال ج 5 ص 244 و عن روح المعاني ج 1 ص 27.