و يحاول البعض: أن يذكر لمصحف أبي بكر ميزات، توجب الاعتماد عليه، دون سائر المصاحف، التي كانت عند الصحابة.
فيدعي: أن أبابكر هو أول من جمع القرآن، مشتملا على الأحرف السبعة .. و أنه كان في غاية التثبت. أما مصاحف الآخرين، كمصحف علي، و مصحف أبي بن كعب، و مصحف ابن مسعود، فلم تكن على هذا النحو.
و لم تنل حظها من الدقة، و التحري، و الجمع، و الترتيب، و الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، و الاجماع عليها ..[2]
و لكن هذه الدعوى غير مقبولة، و لا مفهومة، و ذلك لما يلي:
1- إننا لم نفهم المراد بالأحرف من الأساس. كما اننا قد أثبتنا: أن حديث نزول القرآن على سبعة أحرف، لا يصح، و أنه قد نزل بحرف واحد، من عند الواحد، كما سيأتي بحثه في فصل مستقل ..
2- لنا ان نسأل القطان و غيره: من الذي أخبره: أن ما كتبه الخليفة الأول، كان مشتملا على الأحرف السبعة، و أن ما كتبه غيره، لم يكن مشتملا عليها؟! مهما كان المراد منها!! ..
[1] طبقات ابن سعد ط صادر ج 3 ص 211 و 294 على الترتيب و راجع: تاريخ الخلفاء ص 44 حول ابي بكر عن ابي داود عن الشعبي.
[2] راجع: مباحث في علوم القرآن، للقطان ص 128 و ص 133 و راجع أيضا بحوث في تاريخ القرآن و علومه ص 125.