و من الذي أخبره أيضا: أن ما كتبه أبو بكر، كان في غاية التثبت، و أن ما كتبه علي، و أبي، و ابن مسعود، و غيرهم لم يكن كذلك؟! .. فلم تنل حظها من التحري، و الدقة، و الجمع، و الترتيب، و الإقتصار على ما لم تنسخ تلاوته- لو صح نسخ التلاوة- و الاجماع عليها، حسبما يقول؟؟ ..
و لعلنا لا نبعد كثيرا إذا قلنا: إن ما نسب إلى أبي بن كعب حول سورة الحفد و الخلع و غيرها كما سيأتي- قد أريد به اسقاط تلك المصاحف عن الاعتبار .. و تكريس الاعتبار لمصحف زيد .. و لكن قد خانهم التوفيق، كما سيأتي بيانه في موضعه ..
3- و لماذا لم يعتمدوا نفس ما كتبه رسول اللّه (ص)؛ فانه أيضا لا بد و أن يكون مشتملا على الأحرف السبعة- لو صحت-؟ أم يعقل: أن يكون مصحف أبي بكر مشتملا عليها: دون مصحف رسول اللّه (ص)؟! ..
4- و أخيرا .. فقد تقدم عن ابن سيرين: أن أبا بكر مات و لم يجمع القرآن، و كذلك عمر.
مصالحة غير موفّقة و لا مقبولة:
و يرى الزركشي: «أن القرآن كان على هذا التأليف و الجمع في زمن النبيّ (ص)، و إنما ترك جمعه في مصحف واحد؛ لأن النسخ كان يرد على بعض إلخ ..»[1].
و يقول: «.. و قد روينا عن زيد بن ثابت: أن التأليف كان في زمن النبيّ، و روينا عنه: أن الجمع في المصحف، كان في زمن أبي بكر. و النسخ في المصاحف كان في زمن عثمان ..»[2].