و سلّم مرات و مرات، و قد ذكرنا فيما سبق حوالى ثلاثة عشر موضعا من ذلك ..
الأمر الذي يعني: أن تسمية المجموع بين الدفتين ب «المصحف»، قد كانت في زمن النبيّ (ص) نفسه ..
و رابعا: ان الابياري، بعد أن ذكر: أن تسمية القرآن بالمصحف، قد جاءت متأخرة عن جمع القرآن، و كتابته، و أنها كانت من وضع الناس، (و نحن لا نوافقه على ذلك لما تقدم آنفا)، قال:
«فانهم يحكون: أن عثمان حين كتب المصحف، التمس له اسما؛ فانتهى الناس إلى هذا الاسم، غير أن هذا يكاد يكون مردودا؛ فلقد سبق أن علمت:
أن ثمة مصاحف قد كانت موجودة، قبل جمع عثمان، هي: مصحف علي، و مصحف أبي، و مصحف ابن مسعود، و مصحف ابن عباس»[1].
و لعل الأمر قد اشتبه على الابياري، فخلط في روايته بين عثمان، و أبي بكر .. كما أن كلامه محل نظر؛ فان وجود «المصحف» لا يدل على وجود تسميته ..
و خامسا: إن هذه الرواية، تريد أن تؤكد: على أن القرآن قد جمع بعد وفاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم .. و قد عرفنا بطلان ذلك، و قلنا: إنه قد كان مجموعا، و مؤلفا في عهده (ص)، يقرأ نظرا، و يختم، و له كتّاب مخصوصون، يتولون كتابته، و تأليفه بحضرته صلّى اللّه عليه و آله، سماهم الناس: «كتّاب الوحي».
هذا .. بالاضافة إلى جمع كثيرين من الصحابة له، و كتابته في مصاحف:
تامة، و ناقصة، حسبما تيسر ..
و سادسا: إن ابن سعد ينقل عن ابن سيرين: أن أبا بكر مات، و لم يجمع