فكانت على ولايتي ولاية اللَّه، وعلى عداوتي عداوة اللَّه.
وأنزَل اللَّه عَزَّوجَلَّ في ذلك اليوم، «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً» فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرَّب جَلّ ذكره وأنزَلَ اللَّه تبارك وتعالى اختصاصاً لي وتكرُّماً نَحَلنَيه، واعظاماً وتفضيلا من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم مَنَحنيه وهو قوله تعالى: «ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ».
فيّ مناقبٌ لَو ذكَرتُها لَعظُمَ بها الأرتفاع وطال لها الاستماع. ولئن تقَمّصَها دوني الأشقيان ونازَعاني فيما ليسَ لهما بحَقّ وركباها ضلالةً وأعتقداها جَهالةً، فلِبئَس ما عليه وَرَدا، ولِبئس مالأنفُسهما مَهّدا، يَتَلاعنان في دورهما ويَتَبَرأكلُّ واحد منهما من صاحبه، يقول لقرينه اذا التقيا: «يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ»[684]، فيُجيبه الأشقى على رثوثة، «لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلًا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا» فأنا الذكر الذي عنه ضَلَّ، والسبيل الذي عنه مال، والايمان الذي به كفر، والقرآن الذي إيّاه هَجَر، والدين الذي به كذب، والصراط الذي عنه نكب.
ولئن رتَعَا في الحُطامِ المنصرم والغرورالمنقطع، وكانا منه على شفا حُفْرَة من النار لهما على شَرِ ورود، في أخيب وفود، وألَعن مورود، يَتَصارخان باللعنة، ويتناعقان بالحسَرةِ، مالهما من راحة، ولا عن عذابهما من مندوحة.
إنْ القوم لم يَزالوُا عُبّاد أصنام وسَدَنة أوثان، يقيمون لها المناسك،