نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : أبو معاش، سعيد جلد : 1 صفحه : 260
اوجَدَها، انّها لايمكن بطبيعة الحال أن تستقيم وتنتظم بغير مدبِّر دَبرّ أمرَها.
اذِ من المستحيل الذي لايمكن ان يكون أبداً انها وُجدَت صُدفةً، لأنّ الصُدّفة مستحيلة هي الاخرى، كما لايمكن ان توجد بغير سَبَب فهي محتاجة إلى اخرى، فأما ان تعود في وجودها إلى نفسها فهو الدور الباطل، أو تعود إلى لاحقتها فتترامى في الوجود إلى مالانهاية له في التسلسل، وهما مستحيلان عقلًا، كاستحالة القول بأنّ تلك الكائنات أوجَدَت نفسها وترجحّت في الوجود من غير مرجِّح لَها، فإذا بطل هذا وذاك، ثبت أن الذي أوجَدَها هو اللَّه تعالى وحده لاشريك له في ايجادها وتكوينها.
وقد أكدّ القرآن هذا الحكم العقلي بقوله تعالى: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِأُوْلِي الألْبَابِ»[521].
ويعتقدون بأن الخالق لهذه الموجودات التي تسير وتجري في انتظام محكم متّصف بالكمال المطلق، والكمال المطلق لايليق إلّابواحدٍ، فاللَّه واحدٌ لا شريك له، لأنّ في الشريك له نقصاً عليه، وقد جاء كتاب اللَّه مؤكداً لحكم العقل بقوله تعالى: «لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا»[522].
فاللَّه تعالى ليسَ بجسْم ولامرَكّب، لاحتياج المركّب في تركيبه إلى الاجزاء، وكلّ محتاج ممكن، والمركّب مفتقرٌ إلى فاعل يركّب اجزاءه فيكون مفعولًا، فلايكون هو اللَّه، لأنّه تعالى الفاعل الخالق، فلايُمكن انْ يكون مفعولًا ومخلوقاً، فلايمكن أن يكون جسماً، ولايمكن أن يكون في حيّزاً أوفي مكان، وإلّا