نام کتاب : الشيعة الفرقة الناجية نویسنده : أبو معاش، سعيد جلد : 1 صفحه : 261
لاحتاج إلى الحيّز والمكان وهو الخالق لهما، فلايمكن أن يكون محّلًا لها، لأنّه واجب الوجود بذلك يستحيل ذلك عليه، ولا يمكن ان تراه العُيون لافي الدنيا ولا في الآخرة، لأنّ الرائي لايرى إلّابحاسَّة البَصَر، والرائي له لايرى إلّاماكان جسماً أو حاّلًا في الجسم كاللون، وأمّا ماكان في حكم المقابل للجسم كالوَجه في المرآة، لمّا كان اللَّه تعالى: «لَّا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»[523] والادراك بالابَصار المنفي في الآية هو النظر بباصرة العين، وقد نفاه تعالى عن نفسه نفياً مؤكداً.
وتثبت الرؤية عن انتفاء النظر، فتقول في اللَّه تعالى رأى ولاتقول نظر، كما وقد جاء النظر في لغة العرب بمعنى التفكير والاعتبار.
ويعتقدون بأنّه ليسَ للَّهشبيهٌ ولاندّ ولانظير، وليس مسبوقاً بوجود غيره فيكون مخلوقاً له ولا لوجوده نهاية فيلزم عدمه فيثبت حدوثه بل هو تعالى ازليّ ابدي، ليس لوجوده اوّل، وليسَ له آخر، غنيٌ في نفسه، خالق الأرضين والسموات، عالمْ لابعلم، قادرٌ لابقدرة، حيٌّ لابحياة، محيي ومُميت ومُحيي وهو على كلّ شيء قدير، واجب الوجود لذاته فيكون قديماً ازليّاً، وباقياً سرمدياً، سميعْ لابسمع، بصيرٌ لابعين، متكلم لابلسان، وإنّما هو حياة كلّه وقدرة كلّه، وعلّم كلّه، بل هو كلّ العلم والحياة والقدرة، لَيسَ جالساً على العرش جلوس الناس على