احدهما: انّ مَن اطَلَعَ على المعجزات يُخشى عليه ان يميل إلى قول الغلاة، لأنّه إنّما دَعاهم إلى الغُلوّ اطلاعهم على بعض المعجزات، فتعين ذكر شيء ممّا يدفع تلك المفسَدَة.
وثانيهما: انّ النصوص عليهم وردت لمنع الناس من التفريط والتقصير في الاعتقاد فيهم، فلابد من النصوص على بطلان الغُلُوّ لمنع الناس من الافراط في ذلك الاعتقاد، فيكون ذلك من متمِّمات النصوص، ونذكر هنا جملةً يَسيرة منها للفائدة:
1 بالاسناد عن محمّد بن مسلم عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:
مابَعث اللَّه نبيّاً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الاقرار بالعبودية، وخَلع الانداد وانْ يقدّم مايشاءُ ويؤخِّر مايشاءُ[485].
2 في حديث طويل للإمام الرضا عليه السلام في الإمامة قال فيه:
فهي في ولد علي عليه السلام خاصّة إلى يوم القيامة اذ لا نبيْ بعد محمّد صلى الله عليه و آله و سلم، وهذا متواتر وفيه ردْ صريحٌ على مَن قال في الأئمة عليهم السلام بالنبوّة[486].
3 وبالاسناد عن أبي جعفر وأبي عبد اللَّه عليهما السلام قال:
قلت له: مامنزلتكم وبمن تَشبَهوُن ممّن مَضى؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين كانا عالِمَين ولم يكونا نبيَّين[487].
4 عن الحارث بن المغيرة قال: قال: أبو جعفر عليه السلام: انّ عليّاً عليه السلام كان محدّثاً،