responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : الحسني ، نبيل قدوري    جلد : 1  صفحه : 95

ولذا نجده كان يعيد الأمر مراراً ليسجل التاريخ لهذا الرجل أنه صاحب الصرخة الأولى من صرخات أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تطلق في وجه الظلم وليدون بأحرف من نور أن أبا ذر رجل الجهاد والولاء، وأنه قد انتهج هذا النهج منذ أن أكرمه الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم فكان البيت الحرام هو منطلقه الأول والآخر كما حدث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ دافع أبو ذر عن بيعة الغدير وولاية علي عليه السلام بعد أحداث السقيفة([162]).

إذن: كان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يتكتم على دعوة من يدعوه للدخول إلى هذا الدين ولم يكن يتكتم على نفس الدين بدليل:

1 ــ انه كان يصلي مع خديجة وعلي عليهما السلام قرب الكعبة.

2 ــ تعرضه للتهديد بالقتل من المستهزئين وانتشار خبره إلى لبنان وفلسطين.

3 ــ مجيء أبي ذر إلى مكة وإسلامه رضي الله عنه وطريقة إعلانه لما يعتقد به ووقت دخوله الإسلام يدل على أن الأمر تم في السنة الرابعة أو الخامسة.

ولذا: لا وجود لفترة سرية؛ وإنما الذي كان هو فترة انتقائية، أو تمهيدية كان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ينتقي الأفراد فيها ويطلب منهم الكتمان لخوفه عليهم من طغاة قريش وهم ينظرون إليه قد سفه أحلامهم، وعاب عقولهم، فلا يستطيعون التعرض له لمكانته من أبي طالب عليه السلام فينعطفون على من آمن به؛ وهو ما حصل لأبي ذر حينما تحدى قريشاً ونادى فيهم بالشهادتين.


[162] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج 6، ص 13.

نام کتاب : أبو طالب عليه السلام ثالث من أسلم نویسنده : الحسني ، نبيل قدوري    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست