نام کتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول نویسنده : عباس، مريم رزوقي وليد جلد : 1 صفحه : 251
خطب بأصحابه عند زحف الجيش العباسي
نحوه خطاباً أذن فيه لمن شاء منهم بالانصراف عن المعركة روى الطبري ([723])
عن عثمان بن محمد بن خالد قال: "اجتمع مع محمد جمع لم أر مثله ولا أكثر منه
إني لأحسب أنا قد كنا مائة ألف فلما قرب عيسى خطبنا فقال يا أيها الناس إن هذا
الرجل قد قرب منكم في عدد وعدة وقد حللتكم من بيعتي فمن أحب المقام فليقم ومن أحب
الانصراف فلينصرف فتسللوا حتى بقي في شرذمة ليس بالكثيرة ".
ومما لا شك فيه أن مثل هذا الكلام لا
ينبغي أن يصدر من قائد عسكري محنك قبيل بدء القتال بساعات، لأنّ فيه تضعيفاً
لعزائم المقاتلين عن القتال فقد كان ينبغي على محمدٍ أن يخطب فيهم خطاباً يحثهم
فيه على القتال ويشد من أزرهم ويقوي من عزائمهم ويرغبهم فيه بالشهادة أو النصر على
أعدائهم من العباسيين باعتبار أنهم طغاة مستبدون.
ثالثاً: تفرق أنصاره عنه وتخاذلهم في
المعركة حتى لم يبق معه إلا جماعة قليلة فخاض بهم معركة غير متكافئة في قبال الجيش
العباسي الذي كان يتجاوز عشرة الآلف مقاتل ويرجع سبب تفرق أنصاره عنه إلى عدة أمور
منها إرسال عيسى بن موسى بكتب إلى كبار وجوه المدينة ورؤسائها الذين بايعوا محمداً
ذا النفس الزكية يعطيهم فيها الأمان إذا تخلوا عنه فاستجاب لهذه الكتب كثيرٌ منهم
والتحقوا بعيسى بن موسى.
فقد روى الطبري([724])
لما وصل عيسى إلى فيد([725]) كتب إلى الناس منهم عبد