نام کتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول نویسنده : عباس، مريم رزوقي وليد جلد : 1 صفحه : 249
الله صلى الله عليه وآله وسلم لحمايتها
من الغزاة في غزوة الأحزاب سنة (5هـ / 623م) فبدأ هو فحفر بيده فأخرج لبنة من خندق
النبي صلى الله عليه وسلم، فكبر وكبر الناس معه وقالوا: أبشر بالنصر هذا خندق جدك رسول الله ([716]).
واستطاعت قوات المنصور بقيادة حميد
بن قحطبة من اجتياز الخندق واستمر القتال بين الطرفين في أزقة المدينة وأبلى محمد
في القتال بلاءً حسناً حتى أنّه قتل بيده سبعين رجلاً وكان محمد متقلداً سيف ذا
الفقار ([717]).
وكان شعاره (أحد أحد) وهو شعار الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين ([718]) ولما مالت الكفة
لجند المنصور على جند محمد رفض الاستجابة لطلب بعض أصحابه بالانسحاب من المعركة
وأصر على القتال حيث قال: " لو خرجت من المدينة وفقدوني لقتلوا أهل المدينة كقتل أهل الحرة " ([719]).
وحاصرتهم القوات العباسية مع ثلة من
أصحابه المخلصين من بني شجاع من كل جانب فضرب رجلٌ منهم محمداً بسيف دون شحمة أذنه
اليمنى فبرك لركبتيه واجتمع عليه كلية الجند العباسي فصاح حميد بن قحطبة فيهم أن يتوقفوا
عن قتله وتقدم هو واحتز رأسه وأتى به عيسى بن موسى وكان قتله عصر يوم
[716] للمزيد ينظر: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج7،
ص552؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج5، ص156ـ 157.
[718] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج7، ص595؛ أبو
الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص250؛ ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي
المغربي (ت 808هـ)، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن
عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، (دار الكتاب العربي، بيروت، 1957م)، ج3، ص409.