نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي جلد : 1 صفحه : 238
الحكيم أن يحتنك ذرية آدم - أي يجرّهم من
لحاهم إلى المعصية؛ إلاّ عبادَك منهم المخلصين {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ (82) إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)([723]).
وانقسم البشر من أيام قابيل وهابيل
وانقسم الصراط، صراط الذين أنعم الله عليهم بالطاعة الخالصة في حياتهم وهم يكدحون
إلى لقاء الله وهم عبادُهُ المخلَصون وصراط الذين رضوا بالحياة الدنيا من الآخر من
المغضوب عليهم من المشركين والمنافقين والكافرين والضالين ممن عصى الله ورسله من
الأولين وممن عصى اللهَ ورسله من الآخرين {...الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا
وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا...}([724]).
ولم تتغير المعادلة ولم يتغير
الميزان عند الله جلّ جلالُه لأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور لكن المضحك
المبكي هو أن الشيطان المقترن بالنفس الأمارة بالسوء يصور لها الغِواية هداية
والهداية غواية ما دامت تعشو عن ذِكر الله ولا تطمئن القلوب إلاّ بذكر الله وإذا
اطمأنت القلوب مَلأتْ الرحمة أوعية النفس فصارت مطمئنة؛ فقال تعالى في الفريقين: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ
الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ
لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}([725]).
وهذه هي المصيبة وإلاّ كيف يتجرع
الدارس المتتبع لحياة (النفس المطمئنة) سعيد بن جبير الذي كَدَحَ إلى ربه كدحاً لِيُلاقيهِ
شهيداً على نطعٍ لكافِرٍ ضالٍّ عاصٍ يقول له: (أكافر أنت أمْ مؤمن)؛ أوَ تحسب سعيداً
كفر بثورته على قومٍ