نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي جلد : 1 صفحه : 237
لمّا كان الإنسان ما خُلِقَ إلا
ليعبد الله كما يؤكده قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ
لِيَعْبُدُونِ}([721]).
صار لزاماً تكليفياً عليه أنْ يسعى
لِرِضاء خالقه، هذا هو المنطق السليم للعلاقة بين الخالق والمخلوق، وهذا هو مبدأ
السلوك الإنساني الذي يقبله الله ويرتضيه ولا يقبل غيره.
وقصة أبينا آدم وأمنا حواء هي مصداق
ما نقول يوم لم يكن اللهُ قد اصطفى آدم نبيّاً، وقوله تعالى بعد خلق أبينا وأمنا: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ
اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا
وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ *
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ
وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ
مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}([722]).
وهبط آدم وهبط إبليس، وكَثُرَتْ ذرية
آدم وكثر قبيل إبليس واصطفى اللهُ آدم أول نبي لذريته يبين لهم الفرق بين طاعة
الله ومعصيته، بين ترويض النفس على ما يرضي الله ويحزن الشيطان وبين ما يؤسف اللهَ
ويفرح إبليس الذي ما أن أخذ العهد بالانظار إلى يوم الوقت المعلوم حتى أقسم أمامَ
الله بعزة الله العَزيز