responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 239

أحرقوا بيت اللهِ ليثبّتوا ملكهم الدنيوي ويحسبون أنهم مهتدون؟

وفي أي ميزان تضع سعيداً من كفّتي ميزان سورة الأحزاب وقد اطلعت على سلوكه منذ نعومة أظفاره حتى ساعة وقوفه بوجه طاغية عصره ليفوز بالشهادة ذبيحاً غير خائف ويجعل الحجاج بعد قتله سعيداً يلعن اليوم الذي ولد فيه وَهُوَ الذي كان قبل قتله سعيداً يتباهى بمعصية الله ورسوله! والميزان فيما جاء في الأحزاب، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينًا}([726]). وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}([727]).

والحجاج يفخر بعصيانِه رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم (خَطَبَ في أهل البصرة فقال: يا أهل العراق إنّي قد استعملتُ عليكم محمداً ابني وبه الرّغبة عنكم... وقد أوصيته فيكم خلاف وصيةِ رسولِ الله بالأنصار. فإنه أوصى أنْ يُقْبَلَ مِنْ محسنهم ويُتَجَاوَزَ عن مُسِيئِهم. وقد أوصيته أنْ لا يقبلَ من مُحسِنِكم ولا يتجاوزَ عن مُسيئِكم)([728]).

ولا غرابة فَلقد كانَ في سلوكه كما يقول العقاد في معاوية ومعاوية مؤسس الدولة الأموية (كل شيء في الحياة الإنسانية هيّن إذا هان الخلل في موازين الإنسانية. وإنها لأهون من ذلك إذا جاوز الأمر الخلل إلى انعكاس الأحكام وانقلابها من النّقيض إلى النّقيض... فمن الناس من يحب أن تتغلب المنفعة على الحقيقة أو على الفضيلة... لأنه يرجع إلى طبيعته فيشعر بحقارتها إذا غلبت


[726] سورة الأحزاب، الآية: 36.

[727] سورة الأحزاب، الآية: 71.

[728] مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي: ج3، ص85-86.

نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست