يباشر الدكتور الأشتر في تلقّيه الدَّاخليّ في دائرته المركزيّة، بِبُعْدين
من الملامح أو بجانبين منها، وهما: الجانب اللُّغويّ، وجانب القدرة التَّصويريّة.
وإذا ما جاءتِ الدِّراسة لعرضهما، مبتدئة بالجانب اللُّغويّ الذي يقول فيه
الدكتور:((نقف أوّلاً عند الجانب اللُّغويّ، ونعيد النَّظر فيه، لخطر أثره في
(الصَّحيفة). إذْ تكاد الثَّرْوة اللُّغويّة تبدو في غاية اتساعها والإحاطة بمفرداتها
في الموضوع [المعروض] تقرب من الكَمال))([648]).
وبعد هذا يعطي مثالاً مِنَ الصَّحيفة، هو قول الإمام (عليه السلام): ((اللَّهُمَّ
اسْقِنَا الغَيْثَ وَانْشُرْ عَلَيْنَا رَحْمَتَكَ بِغَيْثِكَ المُغْدِقِ مِنَ
السَّحَابِ، المُنْسَاقِ لِنَبَاتِ أَرْضِكَ, المُوْنِقِ فِي جَمِيعِ الآفاقِ.. تُحْيي
بِهِ مَا قَدْ مَاتَ, وَتَرُدُّ بِهِ مَا قَدْ فَاتَ, وَتُخْرِجُ بِهِ مَا هُوَ
آتٍ, وَتُوَسِّعُ بِهِ فِي الأَقْوَاتِ))([649])، ويقول
الدكتور في هذا المثال السابق: ((فمن هذه النَّاحية، أعني ما يتَّصل بمفردات
اللُّغة وفقهها، واتساع ثروته اللُّغويّة في الإجمال، يمكن أن تكون (الصَّحيفة)
صحيفة يتعلّم فيها الإنسان استعمال هذه المفردات استعمالاً صحيحاً في أماكنها، مع
ما يماثلها أو يناقضها. فمن هنا تعدّ (الصَّحيفة) كتاباً بالغ الاِمتياز بتعليم
اللُّغة بأُسلوبٍ حيٍّ أيضاً.. ونلحظ فيها غزارة المترادف، فسببه استيفاء