أنّها لا تذكر فجواته وفراغاته([533]), في الثّقافة
والعلم والمعرفة وغيرها. وتزعم الدِّراسة أنَّ الفجوات ومرادفاتها موجودة عند قطبي
دائرة عملية التلقّي الاثنين؛ في النَّص؛ وفي المُتلقّي نفسه. وهذا التَّقابل
الفجويّ أو الفراغيّ يختص بالنَّصوص الإبداعية الوضعية (الأرضية)، الناشئة من علم
أرض، ممّا يؤدي الأمر إلى أن يكون النَّقص تحصيل حاصل في النَّاس كافّة، وما ينتج
من الناقص فهو ناقص.
باستثناء الأرضي الكامل بعلم السماء, وما جاء به ذلك الكامل من نصّ صادر
في ذاتٍ حاشا أن يعتريها النَّقص، لأنَّ النَّص السَّماويّ كاملٌ([534]),
بشهادة أمين وحي خاتم المرسلين والأنبياء الذي نزل بأحسن الحديث. والذي كلف به
كامل، وكلاهما كاملان؛ من حيثُ إنَّهما من الله الذي )لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ
الأَبْصَارَ(([535]).
وعليه فالدِّراسة ترى أنَّ النَّص السَّماوي المعصوم، كالقرآن الكريم، وغيره
من النُّصوص الاِستثنائية التي استوحت ونبعت من منظومة معصومة في دائرة قوله
تعالى: ) وَمَا
يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى(([536])؛ وقوله تعالى: )وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(([537])، وقوله تعالى:)وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا
[530] أشارتِ الدِّراسة في تمهيدها النقديّ إلى موضوع
الفراغات والفجوات وقامت ببيانِه وتبيانِه!.