وجودية تقوم على الجدل بين المُتلقّي والعمل، إنّ عملية التلقّي تفتح لنا
عالماً جديداً، وتوسّع - مِنْ ثَمَّ- أُفق عالمنا وفهمنا لأنفسنا في الوقت نفسه))([394]).
كما تسبّب هذه العملية لوجود معضلة في تراثنا النّقديّ الحديث على ((المستوى
العمليّ التطبيقيّ، إِذِ الوعي بها على المستوى النّظري ليس واضحاً الوضوح كلّه.
فالنّص الأدبيّ يتّسع للعديد من التفسيرات التي تتنوّع بتنوّع اتجاهات النّقاد
ومذاهبهم. هذه الاتجاهات ليست في حقيقتها سوى صياغة لموقف النَّاقد الاجتماعيّ
والفكريّ من واقعه.. وكلّ ناقدٍ يزعم أن تفسيره للنَّص هو التفسير الوحيد الصَّحيح،
وأنّ مذهبه النَّقديّ هو المذهب الأمثل للوصول إلى المعنى الموضوعيّ للنَّص))([395]),
وهذا النَّاقد أو المُتلقّي يقوم على أساس منه بـ((فكّ شفرة الرِّسالة واستيعابها،
كلِّيَّاً أو جزئيَّاً تبعاً لدرجة تمكنه من النِّظام التَّرميزيّ ومستوياته
المختلفة، ومِنْ ثَمَّ الاستجابة لها تبعاً لهذا الاستيعاب))([396]).
من هنا كان حريّ بالدراسة
أن تحدّد مُتلقّي الصّحيفة السّجّاديّة القدماء، بما حصلت عليه في السَّاحة الوجودية لمؤلفاتهم عنها، ولابدّ عليها أَن
تصنّفهم على وفــق آلياتها آنفة الذكر في الفصل الخاصّ بالمُتلقّي الأُنموذجيّ. إذْ عثرت على ستة قرّاء قدماء،
وظّفت اثنين منهم في فصل المُتلقّي الأُنموذجيّ وهما (الشَّيخ مُحمّد بن مُحمّد
الدَّارابيّ ت 1083هـ)؛
و(السَّيِّد مُحمّد باقر المُوسويّ الشِّيرازيّ ت 1240هـ), وبقي