أربعة منهم وضعتْهم في هذا الفصل الخاصّ بالقارئ المُسْتَهدِف. وتقوم الدراسة ببحثه في النَّقد
الحديث, وفي تلقّي الصّحيفة السّجّاديّة المُباركة، وبيان ملامحه الواضحة على طبق آليات([397])
إجرائية تعاضدية اِتخذتها لنفسها منهجاً عمليَّاً مع مُتلقّي الصّحيفة
السّجّاديّة.
ملامح المتلقّي (القارئ)
المستهدِف في النَّقد الحديث
إذا ما
جئنا إلى
النقد الحديث، ووقفنا عند آيزر الذي اِعتقد أنّ بِنية النَّص النِّهائية المقدمّة من كاتبها
أو مؤلفها، هي موجّهة
إلى قارئ استهدفه ذلك المُؤلف أو هذا الكاتب ونحوهما([398]).
فهنا آيـرز لم يلتفت إلى القارئ المُسْتهدِف (بضمِّ الميم وكسرِ الدَّال)، بل إنّه نصّ على القارئ المُستهدَف (بضمِّ الميم وفتحِ
الدَّال)، وهو فـرق كبير بين الإثنين، إِذِ الأخيـر هو الذي يستهدفه المؤلف عند
كتابة النّص على وفـق معطياته التاريخية([399]), في حين
أنّ القارئ المُستهدِف، هـو فعلٌ تفاعليٌّ من القارئ نحـو النَّص المقـروء فيستهدف
منه موضوعاً مُعينـاً يبقى ملازماً لـه إلى آخـر مقطع مـن مقاطع النَّص نفسـه، فضلاً
عـن المعنى العام الـذي كــان هدفاً طبيعيَّاً في ذهن كلّ قارئ منذ الأصل، أي: إنّ
المعنى العام, هو المُسبّب العادي الذي يلاقيه القارئ في أثناء قراءته للنَّص، داعماً
به هدفه الذي كان تلقّياً مركزيّاً في دائرته القصدية أو
[397] تنظر: الآليات الإجرائيّة التعاضديّة في الفصل
المُختصّ بالمُتلقّي الأنموذجيّ: 72.