يغترف الشارح في
هذا المستوى من رصيده البلاغيّ الثقافيّ ومعرفته به،
وما يدعم به شرحه وبيانه التفسيريّ في أثناء قراءته لمقاطع الدعاء الواحد وبعض فقراته،
إذ يعطيها ما تستحق على وفق
ما يراه مناسباً مع حال المقام القرآئيّ،
ويتلقّى ما يصادفه من نكت بلاغية وقضاياها، فيحاول
إبانة الأهم، والمهم الذي يجـده في أثناء حركته الشارحة، ومِنْ ثَمَّ يُكَوّن
لنفسه استجابة بلاغية مشبعة لما يصادفها من أساليب البلاغة ومتعلقاتها, إيماناً
منه أنّ هذا المستوى يساعده في الوصول إلى المعنى
الشموليّ الجامع لنصّ الدُّعاء أو بعض مقاطعه، من ذلك توجيهه قول الإمام زين
العابدين (عليه السلام): ((أَوْ يَنْكُبَنَا
الزَّمَانُ))([354])؛
((النكبة: المصيبة. وإسناد الفعل إلى الزّمان مجاز عقليّ))([355]),
ويقول في قول الإمام ((وَلا لَهُ عِنْدِي
يَدَاً))([356])؛ ((واليد: العطاء والإعانة
والإحسان سمّي مجازاً باسم الجارحة لأنّ
العطاء والتسليم يكون بها))([357])؛ ويقول كذلك في
قول الإمام
[354] الصّحيفة السّجّاديّة، تحـ/ أنصاريان، دعاؤه في
الاستعاذة من المكاره: 46؛ وينظر: المعجم المفهرس لألفاظ الصّحيفة السّجّاديّة:
باب النون-564.