(((غيْر) صفة للمنجحين وصفة المجرور مجرورة, وهي تفيد
مغايرة مجرورها لموصوفها ذاتاً أو صفة، وفي المقام جاءت المغايرة بالصفة, و(الباء)
للسَّببية وهي الداخلة على سبب الفعل))([351]), ويقول في قول الإمام (عليه
السلام): ((كَمْ
نَهْيٍ لَكَ
قَدْ أَتَيْنَاهُ))([352])؛ ((كم)) في محل رفع مبتدأ. وجاءت
هنا خبرية في التعبير عن التكثير ومجيء تمييزها وهو ((نهي)) بلغة المفرد أبلغ
في المعنى وأكثر في الاستعمال من لغة الجمع.. أمّا على لغة تميم بجواز تمييز (كم)
الخبرية إذا كان مفرداً (كم نهياً). وأمّا على أنّ (كم)
استفهامية فيكون مميزها منصوباً، والحقيقة إنّها خبرية لأنّها لا تحتاج
إلى جواب بينما تقتضي (كم)
الاستفهامية جواباً. لبيان الكثرة في مقام الإقرار وإظهار حالة من الذهول ساعة الإعتراف
بما تعاطيناه من الذنوب, وما أمرنا الله
بتركه واجتنابه والإمتناع عنه من الأفعال والأقوال))([353]).