أراد الله لأهل هذا البيت - أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يرفع
ويعظم لدى جميع المسلمين وجاء في هذا المعنى ما رواه أنس بن مالك([49]) عن رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) " بعد أن قرأ رسول الله الآية الآنفة الذكر، فقام إليه رجل
وقال: أي البيوت هذه يا رسول الله؟ قال بيوت الأنبياء، فقام إليه أبو بكر فقال: يا
رسول الله هذا البيت منها؟ وأشار إلى بيت عليٍّ وفاطمة فقال رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) نعم من أفاضلها " ([50])، وفي قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ
تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ
الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}([51]) وفي ذلك يقول عليٌّ (عليه
السلام) " نحن البيوت التي أمر الله تعالى أن تؤتى من أبوابها " ([52]) ومما يعضد ذلك القول
قوله تعالى: {إِنَّمَا
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} ([53]) وقوله تعالى: {رَحْمَتُ اللّهِ
وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهل الْبَيْتِ}([54]).
[49] أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خدمه عشر سنين، مات سنة (93 هـ / 711م) وقد جاوز
المائة. ينظر، البخاري: التاريخ الكبير 2 / 27؛ ابن حبان: الثقات 3 / 4؛ الذهبي: سير
أعلام النبلاء 3 / 395؛ ابن حجر العسقلاني: تقريب التهذيب 1 / 115.
[50] الثعالبي: تفسير 7 / 107؛ ابن البطريق: العمدة 66
– 67؛ السيوطي: الدر المنثور 6 / 203.