باء: الحكمة في وجود باب فاطمة عليها السلام في هذا الموقع من القبر النبوي

يمكن لنا الوقوف عند بعض مظاهر الحكمة في وجود باب فاطمة عليها السلام في هذا الموقع من القبر النبوي من خلال النقاط الآتية:

1 ــ أنه في موضع خاص من الروضة القدسية التي نص عليها الحديث الشريف بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.

2 ــ أنه باب هذه الروضة، أي من أراد الدخول إلى الروضة الفردوسية فلابد له من قصد الباب، وباب الروضة هي باب فاطمة لقول الإمام الصادق عليه السلام أن بيت فاطمة من الروضة([73])، وأن الصلاة في بيتها أفضل من الروضة([74])، والمراد بالأفضل هو الأعظم ثوابا، أي: إن أجر المصلي في بيت فاطمة أعظم من أجره في الروضة، لأن في ذلك إدخال السرور على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورعاية لأهل بيته، فضلاً عن أنه مخصوص بالفضل من الله.

وقد ورد في الكعبة المشرفة أعزها الله أن الركن اليماني لأعظم من غيره، في حال أن الكعبة جميعا عظيمة عند الله، وكذلك الحال في الروضة المقدسة التي نص عليها الحديث الشريف وتفضيل الصلاة فيها وما يفاضلها من الصلاة في بيت فاطمة صلوات الله عليها.

3 ــ إنها موضع لدخول وخروج الملائكة الحافين بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمتشرفين بين يديه في عرض الأعمال، أعمال أمته عليه لقوله تعالى:

[73] الكافي للكليني رحمه الله: ج4، ص556، باب الروضة والمنبر.

[74] المصدر السابق.