أقول: وهذه الأسطر القليلة التي
تضمنت كلام الحلبي احتوت على مجموعة شبهات وأباطيل في آن واحد وإن كان محور الكلام
يدور حول مبيت الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام في فراش رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم.
ولكي نُذهب بهذا الزّبد جفاءً فقد قمت بإفراد هذه الشبهات كي تأخذ ما
يناسبها من ردود فكانت كالآتي:
المسألة الأولى: رد شبهة، حصول الطمأنينة لعلي عليه السلام
بقول الصادق له: لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم
ولعمري فلقد أراد الحلبي أن يذم فمدح، إذ إن حصول الطمأنينة لعلي عليه
السلام لا يتحقق ذلك إلا بإيمانه الراسخ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو
كان في قلبه مقدار ذرة من الشك ــ والعياذ بالله ــ لما حصلت له الطمأنينة، وهو الصدّيق
حقاً.
إلا إننا نفرق بين الطمأنينة التي
قصدها الحلبي في عدم حصول الضرر عليه، وبين الطمأنينة التي نؤمن بها وهي سلامة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المبيت في فراشه، والتغطي ببرده الأخضر
كي يعتقد القوم أنه صلى الله عليه وآله وسلم ما زال في فراشه نائماً.
نعم: لقد كان أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه الصلاة والسلام مطمئناً، ولكن ليس من عدم حصول المكروه، وإنما كان
اطمئنانه بسلامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذا قدم نفسه لأجل تحقيق هذه
السلامة.