responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 308


ثانياً: ظهور الكراهة في وجوه الصحابة إنما كان لما عليه العرب من المجتمع المكي وغيره من المجتمعات العربية من كراهة ولادة البنت، فضلاً عن وأدها، ولقد دل القرآن الكريم على هذه الحالة الاجتماعية النفسية لمجتمع الجزيرة؛ قال تعالى:

) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (([507]).

فهذه الكراهة التي ظهرت في وجوه الصحابة إنما هي حالة طبيعية لما كانت عليه نفوس العرب، ولذا نجد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عالج الأمر ضمن وضع منهاج تربوي في المجتمع الإسلامي، فقال لهم.

«ريحانة، أشمها ورزقها على الله».

بمعنى: أن الفتاة في البيت هي ريحانة تدخل على أبيها الراحة والسكينة فلماذا تراه يعرض عنها وهي تحقق ما لم يستطع الصبي تحقيقه، والرجل مثلما يحتاج إلى من يعينه في كسب المعيشة ودفع الضرر ودرء السوء عنه وعن حرمه وماله كذا هو بحاجة إلى الأنس والسكينة والهدوء والراحة، وهو مرهون بوجود المرأة وهذه أحد الأسباب لوجود الكراهة في وجوه الصحابة.

وهناك سبب آخر: وهو أن هذه الكراهة كانت لما خص الله به هذه المولودة من كونها (النسمة، الطاهرة، الميمونة) وإن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يحتمل أن يكون قد حدّث بهذه الصفات وما لهذه البضعة النبوية من شأنية ومن ثم لا يروق للبعض منهم اختصاص فاطمة بهذه الصفات لاسيما وإن القاعدة في اكتساب سمة الصحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو رؤيته والسماع منه، وهو عنوان واسع يدخل ضمنه المؤمن والمنافق([508]).


[507] سورة النحل، الآية: 58.

[508] عمدة القاري في شرح صحيح البخاري للعيني: ج16، ص169.

نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست