نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 206
الحلل والحلي، فقلت: حبيبي جبرائيل لمن هذه
الشجرة؟ فقال: هذه لأخيك علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذان الملكان يطويان له
الحلي والحلل إلى يوم القيامة، ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد، وأطيب
من المسك وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي فلما أن
هبطت إلى الأرض واقعتُ خديجة فحملت بفاطمة عليها السلام ففاطمة حوراء إنسية فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة عليها السلام»([327]).
مسائل البحث في الحديث:
المسألة الأولى: التأكيد
على حب فاطمة عليها السلام
من الأمور التي تستوقف الإنسان وهو
ينظر في سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو حبه لفاطمة عليها السلام وما
من كاتب كتب عن هذه السيرة إلا وقد بدا متعجباً لهذه العلاقة ومستفهماً عن تلك
الروابط القوية التي تربط النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببضعته الطاهرة.
وهنا في هذا الحديث يلفت النبي
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم انتباه عائشة إلى مقدار حبه لفاطمة، لدرجة أنه صلى
الله عليه وآله وسلم يعطي مرتبة لهذا الحب يتعسر على عائشة معرفتها، فلذلك هو يقسم
بالله عزّ وجلّ لزوجته بقوله:
«أما والله
لو علمت حبي لها لازددت حباً».
و«لو» هنا تفيد انتفاء العلم فيما
مضى وكونه مستلزماً ثبوته لثبوت الزيادة وهو معنى قول ابن مالك في «لو»: