responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 12

غائبٍ عَنها، لَيسَ بِقادِرٍ مَن قارَنَهُ ضِدٌّ أوْ ساواهُ نِدٌّ، لَيسَ عَن الدَّهرِ قِدَمُهُ ولا بِالنّاحِيةِ أمَمُهُ([4])، احتَجَبَ عَنِ العُقُولِ كَمَا احتَجَبَ عَنِ الأبصار، وعَمَّنْ في السَّماءِ احِتجابُهُ كَمَنْ في الأرضِ، قُربُهُ كَرامَتُهُ وبُعده أهانَتُهُ، لا تُحلّهُ (في) ولا تُوَقِّتُهُ (إذ) ولا تُؤامِرُهُ (إنْ)، عُلُوُّهُ مِنْ غَيرِ تَوَقُّلٍ([5])، وَمَجِيئُهُ مِنْ غَيرِ تَنَقُّلٍ، يُوجِدُ المفقُودَ ويُفْقِدُ المَوجُودَ، ولا تَجتمِعُ لِغَيرِهِ الصِّفَتانِ في وَقتٍ، يُصِيبُ الفِكرُ مِنْهُ الإيمانَ به مَوجُوداً وَوُجُودُ الإيمانِ لا وُجُودُ صفةٍ، بِه تُوصَفُ الصِّفاتُ لا بِها يُوصَفُ، وبِه تُعرَفُ المعَارِفُ لا بِها يُعرَفُ، فَذلِكَ اللهُ لا سَمِيَّ لَهُ، سُبحانَهُ لَيسَ كَمِثْلِه شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البصيرُ».

المعنى العام

(أيّها النّاس، اتَّقُوا هؤُلاءِ المارِقَةَ الَّذِينَ يُشَبِّهُوَن اللهَ بِأنْفُسِهمْ، يُضاهِئونَ قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهلِ الكِتابِ).

وجه الإمام الحسين عليه السلام خطابه إلى عامة الناس سواء كانوا موالين أو غير موالين، أرشدهم فيه إلى التحرز والتحذر من فئة خرجت من الدين كما خرج السهم من الرمية (أي مرقت) خرجت بسرعة كما يمرق السهم من القوس، وما كان هذا التحذير إلا لانحرافهم عن التوحيد حيث إنهم يشبهون ويمثلون الله تعالى بخلقه، فقولهم هذا يشابه قول الكافرين من أهل الكتاب.

(بَلْ هُوَ اللهُ لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البَصيرُ، لا تُدْرِكُهُ الأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصارَ، وَهُوَ اللَّطِيفُ وَهُوَ الخَبِيرُ).

ويردف الإمام عليه السلام قوله بقوله إن الله تعالى الذي احتارت فيه عقول العقلاء لا يمكن أن يشابه شيئا من خلقه، فهو محيط بالأسماع والمسموعات والأبصار


[4] النّد: المثل والنظير. وأممه: قصده.

[5] تّوَقَّلَ في الجبل: صعد فيه.

نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست