responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 11

نص الخطبة

«أيّها النّاس، اتَّقُوا هؤُلاءِ المارِقَةَ الَّذِينَ يُشَبِّهُوَن اللهَ بِأنْفُسِهمْ، يُضاهِئونَ([1]) قَولَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهلِ الكِتابِ، بَلْ هُوَ اللهُ لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البَصيرُ، لا تُدْرِكُهُ الأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصارَ، وَهُوَ اللَّطِيفُ وَهُوَ الخَبِيرُ.

استّخلصَ الوَحدانِيَّةَ والجَبَرُوتَ، وأمضَى المَشِيئَةَ والإرادَةَ والقُدرَةَ والعِلمَ بما هُوَ كائِنٌ، لا مُنازِعَ لَهُ في شَيءٍ مِنْ أمرِه، ولا كُفءَ لَهُ يُعادِلُهُ، وَلا ضِدَّ لَهُ يُنازِعُهُ، ولا سَمِّي لَهُ يُشابِهُهُ، ولا مِثْلَ لَهُ يُشاكِلُهُ، لا تَتَداولُهُ الأُمورُ، ولا تَجرِي عَلَيهِ الأحْوالُ، ولا تَنزِلُ عَلَيهِ الأحْداثُ، ولا يَقدِرُ الواصِفُونَ كُنْهَ عَظَمَتِه، ولا يَخطُرُ عَلى القُلُوبِ مَبلَغُ جَبَرُوتِهِ، لأنَّه لَيسَ لَهُ في الأشْياءِ عَدِيلٌ، ولا تُدرِكُهُ العُلَماءُ بِأَلبابِها، ولا أهلُ التَّفكِيرِ بِتَفكِيرِهِمْ إلاّ بِالتَّحقِيقِ([2]) إيقاناً بِالغَيبِ، لأّنَّهُ لا يُوصَفُ بِشَيءٍ مِن صَفاتِ المَخلوُقِينَ، وَهُوَ الواحِدُ الصّمَدُ، ما تَصَوَّرَ في الأوهامِ فَهُوَ خِلافُهُ، لَيسَ بِرَبٍّ مَنْ طُرِحَ تَحْتَ البَلاغِ، وَمَعْبُودٍ مَن وجِدَ في هواءٍ أو غَيرِ هَواءٍ، هُوَ في الأشْياءِ كائِنٌ لا كَينُونَةَ مَحظُورٍ([3]) بِها عَلَيهِ، وَمِنَ الأَشْياءِ بائنٌ لا بَينُونَةَ


[1] ضاهأه: شابهه، وفعل مثل فعله.

[2] اللّبُّ: العقل. والتحقيق: التصديق.

[3] المحظور: الممنوع.

نام کتاب : ومضات السبط (ع) نویسنده : الفتلاوي، علي    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست