328. الإمام عليّ عليه السلام- فيما أوصى إلَى ابنِهِ الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلام-: وَاعلَم أنَّ الَّذي بِيَدِهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ قَد أذِنَ لَكَ فِي الدُّعاءِ... وفَتَحَ لَكَ بابَ المَتابِ وبابَ الاستِعتابِ، فَإِذا نادَيتَهُ سَمِعَ نِداكَ، وإذا ناجَيتَهُ عَلِمَ نَجواكَ، فَأَفضَيتَ إلَيهِ بِحاجَتِكَ، وأبثَثتَهُ ذاتَ نَفسِكَ، وشَكَوتَ إلَيهِ هُمومَكَ، وَاستَكشَفتَهُ كُروبَكَ.[780]
329. الإمام زين العابدين عليه السلام- مِن دُعائِهِ في مَكارِمِ الأَخلاقِ-: اللَّهُمَّ أنتَ عُدَّتي إن حَزِنتُ.[781]
330. نثر الدرّ: كَتَبَ الوَليدُ بنُ عَبدِ المَلِكِ إلى صالِحِ بنِ عَبدِاللَّهِ المَري عامِلِهِ عَلَى المَدينَةِ:
أبرِزِ الحَسَنَ بنَ الحَسَنِ بنِ عَليٍّ- وكانَ مَحبوساً- فَاضرِبهُ في مَسجِدِ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله خَمسَمِئَةِ سَوطٍ. فَأَخرَجَهُ إلَى المَسجِدِ، وَاجتَمَعَ النّاسُ وصَعَدَ صالِحٌ لِيَقرَأَ عَلَيهِمُ الكِتابَ ثُمّ يَنزِلُ فَيَأمُرُ بِضَربِهِ، فَبَينا هُوَ يَقرَأُ الكِتابَ إذ جاءَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ رضى الله عنه، فَأَفرَجَ لَهُ النّاسُ حَتَّى انتَهى إلَى الحَسَنِ، فَقالَ: يَابنَ عَمِّ، مالَكَ؟ ادعُ اللَّهَ بِدُعاءِ الكَربِ يُفَرِّجِ اللَّهُ عَنكَ، فَقالَ: مَا هوَ يَابَن عَمِّ؟ قالَ: قُل: «لا إلهَ إلَّااللَّهُ العَليُّ العَظيمُ، سُبحانَ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ، وَالحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمينَ».
قالَ: وَانصَرَفَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ، وأقبَلَ الحَسَنُ يُكَرِّرُها، فَلَمّا فَرَغَ صالِحٌ مِن قِراءَةِ الكِتابِ ونَزَلَ، قالَ: أرى سِجنَهُ. رَجُلٌ مَظلومٌ، أخِّرُوا أمرَهُ وأنا اراجِعُ أميرَ المُؤمِنينَ في أمرِهِ؛ فَأَخَّروهُ ثُمَّ اطلِقَ بَعدَ أيّامٍ.[782]
[780]. نهج البلاغة: الكتاب 31، كشف المحجّة: ص 227 و 228 عن عمر بن أبي المقدام عن الإمام الباقر عنه عليهما السلام وليس فيه« وباب الاستعتاب»، بحارالأنوار: ج 93 ص 301 ح 38.
[781]. الصحيفة السجّاديّة: ص 86 الدعاء 20.
[782]. نثر الدرّ: ج 1 ص 341، مهج الدعوات: ص 395 نحوه، بحار الأنوار: ج 95 ص 233 ح 29.