وعنه عليه السلام[1124] أنه قال له معروف الكرخي[1125]: أوصني يا بن رسول
الله. قال[1126]: أقلل معارفك. قال
زدني. قال: أنكر من عرفت منهم. قال: زدني. قال: حسبك[1127].
ولأن فيها فوائد كثيرة: منها التفرغ
للعبادة والفكر والاستئناس بمناجاة الله تعالى عن مناجاة الخلق.
ولأن
فيها التخلص من المهلكات والأخلاق الرذيلة كالغيبة وسماعها والرياء والتكبر والحقد
والحسد والسكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتخلص من الفتن والخصومات،
وصيانة الدين والنفس عن الخوض فيها والتعرض لأخطارها، والخلاص من شر الناس، ومن
انقطاع طمع الناس عنه وانقطاع طمعه عنهم، والخلاص من مشاهدة الثقلاء والحمقاء
وأخلاقهم الرديئة وغير ذلك.
وتحقيق المقام على وجه أنيق وطرز
رشيق تلتئم عليه الأخبار الواردة في هذا المضمار بوجوه:
[1125] معروف
الكرخي: معروف بن فيروز الكرخي، أبو محفوظ، أحد أعلام الزهاد والمتصوفين. كان من
موالي الإمام علي الرضا بن موسى الكاظم (عليهما السلام)، ولد في كرخ بغداد، ونشأ
وتوفي ببغداد. اشتهر بالصلاح، وقصده الناس للتبرك به. ولابن الجوزي كتاب في أخباره
وآدابه، توفي سنة 200.