responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 1  صفحه : 215

وتحقيق المقام في بيان الحب والبغض في الله: إن الصحبة تنقسم إلى ما يقع بالاتفاق ــ كالصحبة بحسب الجوار وبحسب الاجتماع في مدرسة أو سوق أو سفر أو على باب السلطان أو غير ذلك ــ وإلى ما ينشأ اختياراً أو يقصد، وهو الذي يبعث على الأخوة في الدين، إذ لا ثواب إلا على الأفعال الاختيارية[621].

والصحبة عبارة عن المجالسة والمخالطة والمجاورة، وهذه الأمور لا يقصد بها الإنسان غيره إلا إذا أحبه، فإن غير المحبوب يجتنب ويباعد ولا تقصد مخالطته.

والمحبوب إما أن يحب لذاته، وإما أن يحب ليتوصل به إلى مقصود آخر وراءه، وذلك المقصود إما أن يكون مقصوراً على الدنيا وحظوظها، وإما أن يكون متعلقاً بالآخرة، وإما أن يكون متعلقاً بالله تعالى. فهذه أربعة أقسام:

القسم الأول: وهو حبك الإنسان لذاته، وهو ممكن أن يكون هو في ذاته محبوباً عندك على معنى أنك تلتذ برؤيته ومعيته ومشاهدة أخلاقه لاستحسانك له، فإن كل جميل لذيذ في حق من أدرك جماله، وكل لذيذ محبوب، واللذة تتبع الاستحسان، والاستحسان يتبع الملاءمة والمناسبة والموافقة بين الطباع.

ثم ذلك المستحسن إما أن يكون الصورة الطاهرة ــ أي الخلقة ــ وإما أن يكون الصورة الباطنة، وهي كمال العقل وحسن الخلق، ويتبع حسن الأخلاق حسن


[621] قال المجلسي: "النية تطلق على النية المقارنة للفعل و على العزم المتقدم عليه سواء تيسر العمل أم لا وعلى التمني للفعل وإن علم عدم تمكنه منه والمراد هنا أحد المعنيين الآخرين ويمكن أن يقال إن النية لما كانت من الأفعال الاختيارية القلبية فلا محالة يترتب عليها ثواب وإذا فعل الفعل المنوي يترتب عليه ثواب آخر ولا ينافي اشتراط العمل بها تعدد الثواب كما أن الصلاة صحتها مشروطة بالوضوء ويترتب على كل منهما ثواب إذا اقترنا".

بحار الأنوار، المجلسي: 67/200، كتاب الإيمان والكفر، أبواب مكارم الأخلاق، باب 53 النية وشرائطها / بيان حديث 4.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست