responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 1  صفحه : 216

الأفعال لا محالة، ويتبع كمال العقل غزارة العلم، وكل ذلك مستحسن عند ذي الطبع السليم والعقل المستقيم. وكل مستحسن مستلذ به ومحبوب، بل في ائتلاف القلوب أمر أغمض من هذا، فإنه قد تستحكم المودة بين شخصين من غير ملاحة في صورة وحسن في خلق وخلق، ولكن بمناسبة باطنة توجب الإلفة والموافقة، فإن شبه الشيء ينجذب إليه بالطبع، والأشباه الباطنة خفية ولها أسباب دقيقة ليس في قوة البشر الاطلاع عليها، وعنه عبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف[622]. فالتناكر نتيجة التباين، والائتلاف نتيجة التناسب الذي عبر عنه بالتعارف.

ويدخل في هذا القسم المحبة للجمال إذا لم يكن المقصود قضاء الشهوة وهذا الحب لا يدخل فيه الحب لله، بل هو الحب بالطبع وشهوة النفس، وهو إن اتصل به غرض مذموم صار مذموماً وإلا فهو مباح.

القسم الثاني: أن يحبه لينال من ذاته غير ذاته، فيكون وسيلة إلى محبوب غيره، والوسيلة إلى المحبوب محبوب، ولذلك يحب الناس الذهب والفضة من حيث إنهما وسيلة إلى المقاصد، وهو إن كان لفائدة دنيوية لم يكن من جملة الحب في الله، ثم ينقسم ذلك إلى مذموم ومباح.

القسم الثالث: أن يحبه لا لذاته بل لغيره، وذلك الغير غير راجع إلى حظوظه في الدنيا بل يرجع إلى حظوظه في الآخرة، كمن يحب أستاذه وشيخه لأن يتوسل به إلى تحصيل العلم وتحسين العمل، ومقصوده من العلم والعمل الفوز في الآخرة، فهذا من جملة المحبين لله، وكذلك من يحب تلميذه لأنه يتلقف منه العلم


[622] من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 4/380، كتاب الفرائض والمواريث، باب النوادر، من ألفاظ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الموجزة/ ح56.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست