responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : النماني، خالد    جلد : 1  صفحه : 240

بالقسطِ ولا يَجرِمَنَّكم شَنآنُ قَومٍ علی ألاّ تعدلوا اعدِلوا هوَ أقربُ للتّقوى}[601].

إنّ القرآن الكريم جعل كلّ المسائل والحقائق والمعارف من التوحيد إلى أصل المعاد إلی الحياة ما بعد الموت ومسائل القيم السامية الفردية إلی القيم الاجتماعية ومعايير الجمال والكمال حتى مسائل السلامة مرتبطة بالعدل، ولابد لكلّ هذه الأمور أن تكون ضمن إطار العدل؛ لذلك جاء في الروايات:«العدل أحلی من الماء يصيبه الضمآن»[602]. وأيضاً: «إنّ العدل ميزان الله الذي وضعه للخلق ونصبه لإقامة الحق فلا تخالفه في ميزانه»[603].

وأخيراً إنّ العدل هو سرّ تقدّم الحضارات والأمم، وأنّه يساعد علی إيجاد محبّة الناس؛ إذ إنّ النظام الكوني مبتنٍ علی العدل، وأنّ كلّ الظواهر الطبيعية المدهشة قائمة علی العدل، فبالعدل قامت السماوات والأرض، وبكلّ تأكيد المجتمعات والشعوب التي هي قطرة في هذا المحيط الشاسع المواج من نظام الخلقة إذا التزمت النظام الكوني القائم علی العدل، سوف يتحقق التناغم والانسجام، أمّا إذا لم تأخذ بالعدل فإنّها سوف تكون شاذة عن ذلك التناغم الكوني, فلا شك في انحلالها وانحدارها، ثم سقوطها.

وإذا کان العدل والميزان يبعث علی بقاء العالم الكبير، (أي عالم الكون والتكوين) وبانتفائه ينتفي النظام ويتلاشي، كذلك العالم الصغير (عالم الأمم


[601] سورة المائدة: 8.

[602] الكافي، الكليني، ج1، ص541.

[603] عيون الحكم والمواعظ، الليثي الواسطي، ص150.

نام کتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة نویسنده : النماني، خالد    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست