والمجتمعات) إذا لم يسد فيه نظام العدالة سوف يصيبه السقوط والزوال.

فبالعدالة تتذلل الصعوبات وتتلاحم القوی وتتعاضد المساعي وتشتد العلقة بين الناس وسائر عناصر النظام، إنّ العدل من العناصر المؤثرة في رشد ونمو المجتمع وتكامله في كلّ أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، فحياة الأمة والنظام الاجتماعي وإرساء السلام فيه مرتبط بالمحبّة والوفاء للمجتمع ويرتبط بأولي الأمر والمتصدين، وفقده عامل شقاء وفي ذلك قال الإمام علي عليه السلام:

«جعل الله العدل قواماً للأنام وتنزيها عن المظالم والآثام وتسنية الإسلام»[604].

ولو طبق العدل في المجتمع لما وجدت الفواصل الطبقية الكبيرة بين الناس في المجتمع، لما وجد المكتنزون المال من أصحاب الثروة المتربصين الفرص والمستغلين لغيرهم من الناس الضعفاء وذوي الحاجة، ولما كان هناك تجاوز وتعدّ ولا بغض وعداوة وإرهاب، وما زادت الهوة تزداد اتساعاً بين الفقير والغني، وإذا لم تلتزم السلطة الحاكمة بمبدأ العدل بين الناس ووزعت إمكانات الدولة بدون وجه حقّ، سوف تتحول إلی نقمة ثمّ إلى اضطرابات وفوضى، ويؤدي بالتالي إلى إنعدام الأمن وزعزعة النظام الحاكم.